مطالعة الكتب تمنحنا شعورًا بالتميز وتجعلنا سعداء على الدوام، فالكتابة شغف أما المطالعة فتعطي لهذا الشغف روحًا ومعنى، من بين الكتب التي طالعتها مؤخرًا أقدم لكم كتاب “شهيًّا كفراق” لأحلام مستغانمي.
من هي أحلام مستغانمي؟
أحلام مستغانمي كاتبة جزائرية درست الأدب العربي ولها العديد من المؤلفات نذكر منها: ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير، نسيان كم، شهيًّا كفراق. يُعَد كتاب ذاكرة الجسد ظاهرة أدبية، فالكاتبة أحلام مستغانمي قد كتبته خلال (3) سنوات كاملة وقد تم إدخاله في مناهج التعليم في المدارس. أحلام مستغانمي باعت أكثر من (2) مليون نسخة حول العالم و قد صنفتها مجلة فوربز على أنها أكثر الكتاب العرب مبيعًا في العالم.
قراءة في كتاب “شهيًّا كفراق”
جاءت فكرة الكتاب من خلال رغبة لأحلام مستغانمي في كتابة كتاب يتحدث عن الفراق، فهي لم تكتب منذ (5) سنوات و عندما سألها ناشرها “ماذا تحتاجين لتكتبي” وذكرها بمرور مدة طويلة لم تصدر أي كتاب قررت الكتابة واختارت الفراق موضوعًا لكتابها الجديد.
تأخذنا أحلام مستغانمي في رحلة للبحث عن فكرة كتاب يتحدث عن الفراق، فأعطتنا شهيًّا كفراق، ويمكن تصنيف الكتاب على أنه (المذكرات غير المنشورة لأحلام مستغانمي)، حيث يتكلم الكتاب عن الفراق. تقول أحلام مستغانمي في مقدمة كتابها “شهيًّا كفراق”:
- صدمة بعد صدمة نبلغ سن الحكمة.
- الحقيقة أنني لا أكتب لأحد، ولا أدري ما سأكتبه بالضبط، فهذا الكتاب لنفسي أولا.
- هذا الكتاب تخطيط طبي لقلب متعب.
- من حقي رفقًا بصحتي أن أواصل بين الفينة والأخرى الكتابة بخفة الحالمين.
ـ الكتاب مقسم لخمسة فصول: تتكلم أحلام مستغانمي في الفصل الأول عن تذمرها من تأخرها في الكتابة بعد لقائها بناشرها الذي كان قلقًا من هذا التأخر، لتأخذنا الكاتبة في هذا الفصل إلى رحلتها للبحث عن الأسباب التي جعلتها لا تصدر كتابًا منذ مدة. شاركتنا الكاتبة ببعض من ذكرياتها في فرنسا و لم تفوت أي فرصة لمدح خالد بن طوبال بطل رواياتها والتي اعترفت أنه كان هاجسًا في حياتها لمدة طويلة، حيث قالت عنه إنه محرمها الأدبي.
فخالد بن طوبال هو بطل ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير، فلقد قررت أحلام مستغانمي ترك خالد بن طوبال والتخلي عنه لتستقبل شخصية جديدة اسمها “طلال” بطل “الأسود يليق بك”، لكن لم تستطع أحلام مستغانمي تجاوز خالد بن طوبال بسهولة بل على العكس فلقد استغرقت مدة طويلة للكتابة مجددًا فقالت: لتُشفى من بطل عليك أن تقع في حب غيره. خالد بن طوبال: هو بطل كل من: ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير، حيث رافقت هذه الشخصية أحلام مستغانمي في حياتها لمدة طويلة.
ذكريات أحلام مستغانمي مع العملاق نزار قباني
كل كتب أحلام مستغانمي مليئة بلحظاتها مع نزار قباني الذي قال لها: “إنه يتهندم كل صباح ويجلس بكامل أناقته أمام مكتبه دون أن يدري ماذا كان سيكتب”. لم تفوت أحلام مستغانمي فرصة لتذكر موقفًا صادفها مع عز الدين ميهوبي عندما أخبرها أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان يطلب منه أن يحتفظ له بكل إصداراتها ليقرأها، وقد جعلها هذا الأمر تتحمل عبء إصدار كتاب على الدوام.
لم يخلو “شهيًّا كفراق” من لحظات أحلام مستغانمي مع قطتها التي أسمتها على اسم كاميليا صديقتها التي كتبت لها في الكتاب (26) رسالة ،قالت أحلام مستغانمي عنها: إنها رسائل لن تقرأها كاميليا، و كان مضمون الرسائل بعضًا من ذكرياتها مع كاميليا وبعض محطاتها في الحياة. كان آخر فصول الكتاب هو حديث أحلام مستغانمي عن شخص التقته من خلال الفيسبوك و كان مغتربًا وهاربًا من حب امرأة، وقد فتح هذا الرجل شهية أحلام مستغانمي للكتابة فهو من كارهي نسيان كم لأنه ممنوع عن الرجال، كان هذا الرجل غريبًا وقريبًا في نفس الوقت فلقد كشفت أحلام مستغانمي عن هوية هذا الرجل في آخر الكتاب ليكون بذلك مفاجأة مدوية للجميع.
وجهة نظري الخاصة لـ”شهيًّا كفراق”
ببساطة شديدة أكثر ما أعجبني في الكتاب هو عدد الكتب المذكورة فيه وقصص الكتاب ومواقفهم في الكتابة وإسدال الكاتبة أحلام مستغانمي لبعض من مذكراتها في الحياة، الكتاب ليس رواية لكنه عبارة عن مجموعة مواقف للكاتبة طيلة حياتها سمحت لنا بأن نطلع عليها ،لكن أكثر ما أحزنني أن العنوان يناسب رواية جميلة جدًّا. الكتاب جميل لكني لا أحب هذا النوع من الكتب فأنا أحب الروايات وأقرأها على الدوام.
من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟